Volume 03, December 2006
Permanent URI for this collectionhttp://dspace.iiuc.ac.bd/handle/88203/140
Browse
Item منهج الأستاذ المودودي في تفسيره "تفهيم القرآن"(CRP, International Islamic University Chittagong, Bangladesh, 2006-12) حافظ, محمد غياث الدينالمقدمة: مما لا مراء فيه أن أي عمل فكري لا يمكن أن يحظى بواسع القبول وشديد الإقبال عليه حتى يكون مبنياً على أسس قوية من المناهج العلمية السليمة التي يتوفر فيها العناصر الجوهرية والتي من شأنها أن يخرج ذلك العمل على شكل من التكامل والشمول لجوانبه المتعددة. ذلك أن تقييم أي نشاط علمي وإنجاز فكري إنما يتم في الدرجة الأولي عن طريق منهجه سواء في تقديم الموضوع أو معالجته أو اختيار وترتيب مواده المتنوعة ...الخ.، والمناهج ما هي إلا خطة مرسومة لتحقيق عمل ما، بحيث يتوقف عليها نجاحه أو إخفاقه، وبها تنكشف دائرة أفقه وأبعاد أعماقه، ومنها ينطلق صاحبه نحو غايته، وفيها يحلق آاتبه مستعرضاً ما لديه من تراآم الخواطر وتوارد الأفكار مؤيداً إياها بترتيب المواد حسب المعيار. ولما آان للمناهج العلمية آل هذه الأهمية، آان لزاما علينا أن نغوص فيما بينته سطور تفسير الأستاذ أبي الأعلى المودودي غوصة الباحث عن مراميه، ونتجول في طرقاته العلمية جولان المتحير لضالته. لنستخرج منها المناهج العلمية التي اتخذ منها الأستاذ المودودي خطوطه العريضة التي سار عليها في وضع هذا التفسير العظيم، خاصة وأنه لم يصرح بهذه المناهج في مقدمة تفسيره بشكل تفصيلي حتى يتبين لنا حقيقة المكانة الفريدة التي يتبوأها هذا التفسير، والتي جعتله موضع العناية والقبول العام لدى الخاصة والعامة بكافة مستوياتهم، في مشارق الأرض ومغاربها. قد لاحظنا منهج الأستاذ المودودي في "تفهيم القرآن" من خلال نظراتنا الفاحصة واستقرائنا الشامل لهذا الكتاب، يمكن أن نوجزه فيما يلي: