Volume 03, December 2006
Permanent URI for this collectionhttp://dspace.iiuc.ac.bd/handle/88203/140
Browse
Item فن المسرحية وسعته في الأدب العربي(2006-12) الدين, د. محمد سراجالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فمن المعلوم أن فن المسرحية من الفنون الوافدة التي وفدت إلى العرب من الغرب في منتصف القرن التاسع عشر، ولم يكن هذا الفن بعناصره الحديثة معروفا في الأدب العربي. وآان عند العرب المواد الخامة التي آانت تصلح أن تكون مسرحية من الطراز الأول سواء آان ذلك في العصر الجاهلي أم في العصر الإسلامي. ففي الجاهلية يمكن أن تكون موضوعات اجتماعية آالصعاليك والعبيد والمرأة الجاهلية وغيرها، وموضوعات سياسية آأيام العرب مثل حرب البسوس التي استمرت أربعين عاما، وحرب داحص وغبراء، وشيخ القبيلة وغيرها، وموضوعات أسطورية آأبطال العرب في الجاهلية وحاتم الطائي الذي آان رمزا للجود والكرم، وموضوعات تاريخية آتاريخ الصنعاء، وسد مآرب، ومكة المكرمة، ويثرب غيرها، ولكنهم لم يهتموا بها بل آانوا مشغولين وفرحين بالشعر الغنائي. أما في الإسلام ففيه نجد المواد الخامة المتوفرة التي لا تحصى ولا تعد يمكن أن تكون آذلك مسرحية من الطراز الأول. ويمكن أن تكون موضوعات تاريخية آآدم وحواء عليهما السلام، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الكهف وعاد وثمود، وهي موضوعات نجدها في القرآن الكريم، وأن تكون موضوعات سياسية آالفتوحات الإسلامية آفتح مكة، والقادسية واليرموك وموته وفتح الأندلس، وفتح القدس وغيرها، وآذلك أن تكون موضوعات بطولية آأبطال المعارك الإسلامية مثل خالد بن الوليد، وحمزة، وعبد الرحمن بن الجراح وعبد الله بن رو احة وصلاح الدين الأيوبي، ومحمد بن قاسم، وطارق بن زياد وغيرهم. ولكنهم لم يتوجهوا إلى هذا مع توفر المواد الخامة الثرية الممتازة بل ظلوا على ما آان القدماء عليه. لهذا أسباب عديدة متنوعة ستأتي بعد قليل إن شاء الله تعالى. أما الأدباء المحدثون قد اهتموا به اهتماما عظيما، وبعضهم برعوا فيها آل البراعة آتوفيق الحكيم وأحمد شوقي، ونجيب الريحاني ومحمد تيمور ومحمود تيمور وغيرهم. وسأتناول في هذا البحث المتواضع فن المسرحية الحديث الذي نحن بصدده في هذا البحث، وأسأل الله التوفيق والسداد لكي ألم الموضوع من جميع الجوانب وهو ولي التوفيق والسداد.