تضارب الأدوار بين النساء العاملات: دراسة تحليلية

Abstract

مما لا يختلف فيه اثنان أن الوظيفة المزدوجة للمرأة العاملة المحترفة قد أصبحت ظاهرة طبيعية في الثقافة الحديثة، وتتغير مسؤوليات المرأة عندما تصبح أكثر التزاما بمسؤولياتها الأسرية وحياتها المهنية، مما أدى المرأة العاملة المحترفة إلى أن تعيش تحت ضغوط متنوعة، وتعاني من مقاساة الحياة، وتكافح مشكلات عديدة في التعامل مع المسؤوليات المنزلية والأعمال المنوطة بها في حقلها المهني؛‌‌ فإنها تؤدي دور الموظف المسؤول الذي تحده القواعد واللوائح التنظيمية المختلفة، مثل: الحفاظ على ساعات العمل المحددة، وأداء المسؤوليات الروتينية بمثابرة، والتواصل مع الجهات المعنية، وإثبات كفاءتها فيما يخصها من المهام وما إلى ذلك؛ وفي الوقت نفسه فهي الشخص الأكثر عناء في الأسرة، والأشد عناية بالرعاية العائلية العامة، وهي التي تشقى لإسعاد العائلة، وتحقيق رفاهيتها، وتنظيم شؤونها الداخلية على أحسن ما يرام، وتزداد مسؤولياتها وتتعاظم مشكلاتها إذا كانت متزوجة، وقد تفاقم الأمر في أسر دول آسيا. فإن المرأة فيها مقيدة بهذا النوع من المسؤولية أكثر من الرجل، ونتيجة لذلك فإن المرأة العاملة المحترفة تواجه صراعات مزدوجة، وتتعب أيما تعب أثناء قيامها بدورها المهني والأسري، والتعامل المتزن مع كل طرف، وتقاسي معاناة قاسية قد تؤثر على أدائها المرجو في الحقل المهني، وقيامها بالدور المطلوب في محيط الأسرة، وصلاحها البدني والعقلي. تهدف هذه الدراسة إلى تحديد المشكلات التي تعانيها المرأة العاملة المحترفة من مراراتها القاسية في التعامل مع تضارب الأدوار المزدوجة، وتعيين أدوارها الأساسية في حياتها اليومية، كما تهدف إلى التوعية الاجتماعية بهذا الخصوص عن طريق معرفة أسباب تضارب الأدوار للمرأة العاملة المهنية وتأثيرها السلبي وسبل علاجها.